إرهاب اسرائيل: للعرب الاستنكار.. ولإسبانيا جرأة القرار
بينما اعتبر مراقبون البيان الختامي للقمة العربية الاسلامية الطارئة تعبيرًا عن موقف عربي وإسلامي موحد في الإدانة، حذّر آخرون من أن غياب الآليات العملية للرد على العدوان الصهيوني على قطر وغزة والضفة الغربية وعديد الدول العربية والاسلامية الأخرى التي امتدت لها اذرع الكيان الصهيوني الارهابي، قد يُحوّل الموقف إلى مجرد تكرار لبيانات موسمية لا تُجدي أمام تصعيد الاحتلال، في وقت تتكشف فيه خلافات عربية عميقة يستفيد منها نتنياهو وحلفاؤه الأمريكيون.
الدول العربية والاسلامية، لم تستفد بالشكل المطلوب من تجربة سبعة عقود من القمم والبيانات التي أثبتت عجزها عن كبح جماح الكيان الصهيوني الغاصب، الذي واصل التمدد، فيما ظل العرب يتراجعون.
والى الضفة الاخرى من المتوسط، اسبانيا، اخر معاقل الاسلام في اوروبا، وفي خطوة عملية، تتماهى مع ارادة الشعب الاسباني وامال الشعوب العربية والاسلامية من حكامها، أقرت الحكومة الإسبانية فرض حظر دائم على بيع واستيراد الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية لكيان الاحتلال، ومنع عبور السفن والطائرات المحملة بالأسلحة أو الوقود المتجهة إلى جيش الاحتلال عبر الموانئ والمجال الجوي الإسباني، وحظر دخول البضائع المنتجة داخل المستوطنات الصهيونية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ومنع دخول أي شخص ثبت تورطه في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
قرارات عملية، اهتز لها عرش الكيان الصهيوني، اذ عبّرت القيادة السياسية الصهيونية عن غضبها من الخطوة، حيث وصف وزير الخارجية جدعون ساعر القرار الإسباني بأنه “معادي للسامية”، كما اتهم الحكومة الاسبانية بأنها تقود “خطًا عدائيًا ضد الكيان بخطاب غير منضبط ومليء بالكراهية وفق وصفه.
فبيانات متكررة طيلة عقود من القمم العربية والاسلامية، مدججة بعبارات الادانة والشجب والتنديد والتعبير عن القلق والاستنكار ، لم تردع يوما الكيان الصهيوني الارهابي الذي لم يتأثر يومًا بقرارات مجلس الأمن الدولي، فهل سيرتدع الآن أمام بيان استنكار جديد لا قرارات فيه؟.
الحبيب وذان